الأربعاء، 26 فبراير 2014

إشاعة الفواحش

إنّ فعل الفاحشة وكثرتها في المجتمع يتوقف على شياعها، وكلما كانت الفاحشة شائعة ومتداولة على اللسان وفي وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة كلما كثر فعلها وممارستها وتعلمها، بل إنه حتى عملية إنكارها في أوساط المجتمع الذي شاعت فيه تخبو وتقل؛ لأنّ السمع والبصر قد اعتاد عليها، وقسى القلب، فإذا قسى القلب لا يستطيع أنْ ينكرها.
وقال تعالى في أمر إشاعة الفاحشة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَة فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونََ﴾.
• طرق إشاعة الفاحشة المحرمة:
١/ أنْ يتحدث المكلّف عن الفواحش حديث الناشر، كأنْ يقول: حدث الزنا بهذه الطريقة أو غيرها مِن الفواحش.
٢/ أنْ يقوم بتأسيس موقعٍ أو صحيفةٍ او نشرةٍ ويخبر الناس عما يحدث مِن فواحشَ، حتى وإنْ كان ذلك باسم التحذير، فإنّه لا يجوز؛ لأنّه سوف يخبر مَن لا يعلم بها ويقربها إلى ذهنه وإلى قلبه.
٣/ بعض الأخوات أو الشباب، ومِن غير قصد، عندما يرى أنّ هناك مواقع خلاعية يقوم باستنساخ الرابط ونشره إلى أكبر عدد ممكن، أما للتحذير منه أو للطلب من الآخرين إرسال طلب إغلاق الموقع للمختصين، فهو في الواقع يشيع هذه الفاحشة ويقربها إلى الناس مِن حيث لا يعلم.
٤/ بعضهم عند قدومه مِن السفر يتحدث هنا وهناك وينقل حجم ما رآه مِن مفاسد وانحرافات وفواحش في تلك البلدان مما يسهّل ويفتح طريقًا للآخرين ليرتكبوا الفاحشة في تلك المناطق.
فمن هنا نضع القاعدة الشرعية:
إنّ أيّ حديث أو تناقل لأي خبر أو فعل مِن شأنه أنْ يعلم الناس ما لا يعلمونه من الفواحش، أو أنْ يقرّب الفاحشة إلى قلوبهم وعقولهم، أو يجعلها أمرًا عاديًا ومقبولًا في المجتمع بحيث يضحك الناس منه ويتداولونه حديثًا غيرَ مستنكر فإنّ ذلك لا ينبغي.
ففي معتبرة منصور بن حازم قال: قال أبو عبد الله (ع): قال رسول الله (ص): "مَن أذاع الفاحشة كان كمبتدئها، ومَن عيّر مؤمنًا بشيء لا يموت حتى يركبه".
وعن الإمام الصادق (ع): "مَن قال في مؤمنٍ ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو مِن الذين قال الله عزّ وجلّ:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾".