بيتر أوبورن يتنبأ بأحداث العالم في 2017:
المهاجرون يجتاحون أوروبا وانهيار منطقة اليورو
اندلاع الحرب بين الصين وأمريكا وأزمة مالية جديدة تضرب العالم
«ماي» تنقض وعود الخروج من أوروبا واندلاع ثورة اجتماعية ثانية في بريطانيا
في هذه الفترة من كل عام، من المعتاد أن ننظر إلى الوراء، ونشرح كيف مرت الأشهر الـ12 السابقة، بما حفلت به من أحداث عالمية زلزالية ، لكن 2016 لا يحتاج إلى مثل هذا الضجيج، فما هو أكثر أهمية هو كيف ستكون الإثارة التي سيشهدها 2017 ؟
وردا على هذا التساؤل استعرضت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ما يتوقع أن يهز العالم - على حد سواء من احداث جيدة أو خطيرة سيئة في العام المقبل، وفق تنبؤات الصحفي البريطاني «بيتر أوبورن» ..
سيل المهاجرين إلى أوروبا
بدأت الصحيفة البريطانية تقريرها في نشر توقعاتها عن ازمة الهجرة و التي مثلت المشكلة الاكبر التي عانت منها أوروبا في العام المنقضي.
وتقول الصحيفة، وفق تنبؤات «أوربون» إن تركيا - استحثت حليفا جديدا لها، هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – أن تقرر السماح لمئات الآلاف من طالبي اللجوء السوريين وغيرهم بالعبور من أراضيها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا في أعقاب انهيار اتفاق بين ألمانيا وتركيا للحد من عدد اللاجئين في مقابل منح المواطنين الأتراك السفر دون تأشيرة شنجن للسفر إلى الاتحاد الأوروبي وفق اتفاقية الحدود المفتوحة.
وينظر إلى هذه الخطوة من قبل العديد بانها انتقام تركي من بروكسل على الرفض المهين لطلب تركيا للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي.
وتؤكد التوقعات، أن التدفق الجديد للمهاجرين سيعطي دفعة قوية للأحزاب القومية اليمينية لدخولهم الانتخابات في فرنسا وهولندا وألمانيا.
بزوغ نجم زعيم اليمين المتطرف في فرنسا
في مايو، من المقرر أن ينتخب الفرنسيون رئيسا يعتبر هو الأكثر تطرفا منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في البلاد عام 1958.
وبانتصار «مارين لوبان» زعيمة اليمين والجبهة الوطنية، سوف تتعهد بسرعة أخذ فرنسا إلى خارج منطقة اليورو، وبالتالي تحطيم النظام السياسي والمالي الذي تطور إلى خلق حالة من الاستقرار في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
تيريزا ماي تنقض ما وعدت به
وعدت رئيسة الحكومة البريطانية، تريزا ماي، بالاحتكام إلى المادة 50 لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية مارس المقبل، ومن المتوقع ان تمنحها الانتخابات العامة في مايو المقبل سلطة معززة لها لتكون اقسى مع بروكسل حول علاقة بريطانيا المستقبلية بالاتحاد الأوروبي.
ووفقا لتقرير «ديلي ميل» سيثبت ذلك أن خططها كانت بمثابة «ضربة معلم» حيث تستغل نقاط الضعف لدى حزب العمال، ليفوز حزب المحافظين بأكثر من 400 مقعد، وتحصل «ماي» على أغلبية أكبر من «مارجريت تاتشر».
وتضيف يتنحى «جيريمي كوربين» بعد حصول حزبه على تمثيل أقل من 200 نائب، وستشهد بريطانيا عودة للديمقراطيين الأحرار، الذين قاتلوا من أجل تأييد البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وفي محاولة ثامنة، يتم انتخاب نايجل فراج، زعيم حزب الاستقلال في المملكة المتحدة، نائبا.
علاقة حب تجمع بوتين وترامب
تجاهل روسيا لقرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما بطرد 35 من الجواسيس الروس، يأتي خليفته دونالد ترامب ليتعهد بشن ما يسمى بـ «صفقة الأصدقاء» مع روسيا.
ومع ذلك، فوفقا لما رصد عن سياسات الحرب الباردة، فإن صقور واشنطن سيكونون مصممين على منعه.
ولكن وفقا لتوقعات «ديلي ميل» فإن أهم من هؤلاء هي وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» و التي تشتبك فورا وفق ما درجت عليه مؤسسيا إلى المواجهة مع روسيا.
وتقول الصحيفة البريطانية إن وكالة المخابرات المركزية تنظر إلى «ترامب» كرجل عقلاني وقد تم دفعه من أجل مصالح الأمن الروسي.
وخلال تلك المواجهة المحتملة بين البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية، فإن «ترامب» يأمر مستشار الأمن القومي بإقالة كبار ضباط المخابرات.
ومن جانبهم، في لندن، فإن رؤساء «إم آي 6» يخافون على سلامة مستقبل أوروبا.
خلع العاهل السعودي
ويقول «أوربون» في سياق توقعاته لعام 2017 على صحيفة «ديلي ميل» إن عقودا من القمع والاسراف في الانفاق والفساد ستنتهي بمطاردة العائلة المالكة في السعودية.
ويزعم الصحفي البريطاني ان انقلابا سوف يقع في السعودية ضد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حاكم البلاد، وسيقود نظامه الذي قاده بـ«قبضة من حديد»، حسب وصف الصحيفة.
وتضيف التوقعات أن سلمان سيدفع ثمن التدخل في سوريا وما قادت إليه الحروب الأهلية اليمنية.
وقال «أوربون» إنه من المرجح أن يحل محل «سلمان» رئيس جهاز الأمن، الأمير محمد بن نايف، الذي له صلات طويلة الأمد مع واشنطن.
الإطاحة بـ«موجابي» في زيمبابوي
ووفقا لتوقعات صحيفة «ديلي ميل» فإن عام 2017 سيشهد نهاية حكم رئيس زيمبابوي، روبرت موجابي، البالغ من العمر 92 عاما والذي ظل في حكمه لسنوات يعاني صحية سيئة.
وتعرض الصحيفة البريطانية لأسباب الإطاحة بـ«موجابي» و الذي تصفه بالطاغية، وأولها أن اقتصاد بلاده لا يزال في تراجع مستمر، على الرغم من مؤيديه، ممن قالوا إنه سيبقى في الحكم إلى الأبد، إلا ان «موجابي» سيتم الإطاحة به، بعدما تجد حكومته نفسها غير قادرة على الوفاء بالأموال لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والشرطة و- الأهم من ذلك الجيش.
وبشكل مأساوي، يخلفه، إيمرسون منانجاجوا، والمعروف باسم «المهندس الملطخ بالدماء» جراء الإبادة الجماعية في «ماتابيليلاند» غرب زيمبابوي والذي راح فيها نحو 20 ألف شخص في ثمانينيات القرن الماضي.
اندلاع حرب تجارية بين الصين وأمريكا
في الوقت الذي يحاول «ترامب» فيه تكليل وعوده الانتخابية بحملة انتقامية ضد ما تسعى إليه الصين لاغتصاب أمريكا اقتصاديا وجه الرئيس الأمريكي المنتخب صفعات لحكومة بكين بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية.
وردا على ذلك قررت الصين تصفية سندات الخزينة الامريكية من خلال عمليات شراء دفعت أسعار الفائدة الأمريكية إلى الارتفاع الأمر الذي قد يجعل اقتصادي البلدين يميل نحو الركود.
أزمة مالية عالمية جديدة
ومن المحتمل ان يدقع العالم بأكمله ثمن سنوات من المديونيات وبذخ الإسراف في الوقت نفسه.
ووفقا لأرقام صندوق النقد الدولي، فإن المديونية العالمية تقف عند 152 تريليون دولار، وهذا هو أكثر بكثير من الناتج العالمي مرتين.
ولن يتم سداده، حيث إن بنود المديونية تتمثل في القروض الممنوحة لدول منطقة اليورو المحاصرة مثل اليونان وإيطاليا.
ولعل الأزمة في الثقة قد بدأت بانهيار أسواق السندات، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع في أسعار الفائدة، ويؤدي بسرعة إلى سلسلة من العمليات الفاشلة للبنوك في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لتوقعات «ديلي ميل» ستكون هذه الأزمة المالية أكثر صعوبة من انهيار عام 2008 بسبب أن الموارد المالية الحكومية الوطنية لن تكون قوية بما فيه الكفاية لتهب للنجدة كما حدث قبل ثماني سنوات.
انهيار منطقة اليورو
وهذه الأزمة المالية ستكون نقطة تحول لنظام العملة المعيب لدى الاتحاد الأوروبي، إذ ترى التوقعات ان اليونان ستضطر إلى العودة إلى «الدراخما»- الامر الذي يضع سلسلة من ردود الفعل التي ستتأثر بها بسرعة إيطاليا وقبرص وإسبانيا وغيرها من بلدان جنوب أوروبا والتي تحذو حذوها والتخلي عن اليورو.
وتعتبر اليونان، وإيطاليا واللتان ستعودان إلى استخدام عملتها القديمة، وغيرها من الدول التي ستعلن الإفلاس الوطني، غير قادرتين على دفع ديونهما.
كما سيشهد المدخرون وصغار المودعين في جميع أنحاء أوروبا استثماراتهم وهي تفنى، الامر الذي سيثير العديد من عمليات الشغب في جميع أنحاء أوروبا المشلولة من قبل مثل هذه الفوضى، وخاصة بعد فشل البنك المركزي الأوروبي والدول الأعضاء في تمويل خسائرها.
ويحذر الصحفي البريطاني أصحاب المليارات من معركة مريرة من الكساد العظيم الذي سيضرب أوروبا والعالم والذي بدوره سيفجر كسادا بالبورصات العالمية.
وفي هذا التوقيت، من المحتمل ان تحرر بعض الدول من قيود اليورو، وترتد إلى تصحيح اوضاع اقتصاداتها.
«الدمية الحمراء» سيد منطقة الشرق الأوسط
نظام جديد يأخذ في الصعود بعد انتهاء الهيمنة الأمريكية الراسخة في المنطقة، نتيجة أن ترامب سوف يأخذ الولايات المتحدة على طول الطريق إلى عزلة دولية، وفق توقعات «ديلي ميل».
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فسيقود المنطقة وينضم إليه كل من إيران وتركيا لتزداد القوى المهيمنة في الشرق الأوسط، وتخلق مظلة أمنية جديدة الامر الذي سيؤدي إلى تزايد التهديدات التي تواجهها المملكة العربية السعودية، وسلسلة من الدول الصغيرة في الخليج مثل البحرين وكذلك الحلفاء التقليديين مثل الأردن.
انتصارات على الإرهاب
وتشهد عام 2017 هزيمة قوية لإرهاب «داعش» في في سوريا والعراق وجنوب آسيا.
وفي الوقت نفسه، فإن الجيش الباكستاني سيشن حملة ضد طالبان في مزيد من المناطق القبلية في البلاد.
وسوف يسمح للمسيحيين بالعودة إلى مدينة حلب السورية وغيرها من المناطق التي كان يسيطر عليها الجماعات المتطرفة.
وفي العراق، ستشهد المدن عودة حذرة للمسيحيين إلى المناطق التي يخليها «داعش».
ثورة اجتماعية ثانية في بريطانيا
الإصلاحات التي بدأها وزير العمل البريطاني السابق إيان دنكان سميث ستحدث فرقا كبيرا.
وسيعود الائتمان العالمي - كنظام مبسط جديد؛ ليحل محل إعانة البحث عن عمل - وسيتم عرضه في معظم أنحاء بريطانيا.
ومن المتوقع أن يكون لها تأثير عميق، ما يجعل من الأسهل بكثير للناس الانتقال من البطالة إلى العمل، على نحو متزايد، فإن دول أخرى تحذو حذو بريطانيا، في تبني بنات أفكار «دنكان سميث» و هو ما يعتبر أهم تركة للحكومة البريطانية