الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

متنبؤون صحت توقعاتهم في 2018.. ماذا يقولون عن عام 2019؟

بعد 12 شهرا من الآن، يتوقع محللون أن 2019 سيكون عاما جيدا بالنسبة للأسواق الناشئة، وسيئا للأسهم الأمريكية وللدولار. وهؤلاء هم نفسهم منذ قرابة العام الذي أوشك على الرحيل، توقعوا الموجة البيعية التي شهدتها الأسواق الناشئة وصعود الدولار وعودة التقلبات لأسواق الأسهم الأمريكية.. وفقا لوكالة بلومبيرج.  
منذ 12 شهرا، كانت أغلب التوقعات تؤكد صعود الأسهم الأمريكية وبورصات الأسواق الناشئة في 2018، مع تنبؤات بأن يبني كلاهما على النجاحات التي تحققت في 2017.
لم يكن من المتوقع أن تحقق العملة الأمريكية المرهقة أداءً أفضل في عام 2018، حيث كانت توقعات النمو العالمي الوردية تهدد بإغراء المستثمرين وجذبهم بعيدا عن الأسواق الأمريكية.
وعلى الرغم من بعض الكلام القاسي بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن مخاطر اندلاع حرب تجارية شاملة لم تكن في الحسبان.
توافق الأغلبية على التوقعات السابقة لعام 2018، لكن شركات DWS لإدارة الأصول، ومؤسسة "كانتور فيتزجيرالد" للخدمات المالية و"مورجان ستانلي" للخدمات المالية والاستثمارية والمؤسسة المصرفية الأكبر في الولايات المتحدة، و"ويس ملتي استراتيجي" لإدارة الأصول، و شركة Exante Data لتحليل البيانات، كانوا من بين القلائل الذين راهنوا على توقعات مضادة لتنبؤات الأغلبية، وقد كسبوا الرهان.
أدى رفع أسعار الفائدة الأمريكية على خلفية تصاعد حدة التوترات التجارية، إلى ضرب الأسواق خلال عام 2018، ما نال من أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وتسبب في فرار المستثمرين غير المخاطرين من الأسواق الناشئة. وفي هذه الأثناء، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل جميع العملات الرئيسية تقريبًا مستفيدا من رفع الفائدة والنمو القوي في اقتصاد الولايات المتحدة.
وفيما يلي ما تتوقعه المؤسسات الخمس لعام 2019:

- الدولار يفقد الزخم

ستيفاني هولتز جين، كبيرة محللي العملات في DWS هي إحدى المدافعات عن التوقعات بشأن انخفاض الدولار في 2019، رغم أنها كانت من القلائل الذين توقعوا بشكل صحيح أن ترتفع العملة الخضراء في 2018.
في فبراير/ شباط الماضي، وبعد أسوأ انخفاض سنوي للدولار خلال 14 عامًا، توقعت جين أن يرتفع الدولار مجددا إلى مستوى 1.15 دولار مقابل اليورو بحلول مارس/ آذار 2019، مقارنة بسعر بلغ 1.23 دولار لليورو آنذاك، وفسرت محللة العملات في DWS توقعاتها بأن تأثير العجز المزدوج للولايات المتحدة الذي أدى إلى خفض الدولار "كان مبالغًا فيه"، وقالت إن العملة الأمريكية سترتد من وضعها الهبوطي الحاد. 
حاليا يبلغ سعر اليورو 1.14 دولار تقريبا، أي أنه ارتفع بالفعل، لكن توقعات معظم المحللين الذين استطلعت بلومبرج آراءهم تشير إلى انخفاض جديد للعملة الخضراء ليسجل سعر اليورو 1.20 دولار بنهاية عام 2019.
وقالت جين :"لقد عاد البنك المركزي الأمريكي من وضع القيادة سابقة التوجيه (إشارة إلى قراراته السابقة برفع الفائدة والتي كان يشير إليها بشكل مسبق)، ستكون خطواتهم القادمة أكثر اعتمادًا على البيانات والمؤشرات، وسيدفع هذا باتجاه سعر أقل للدولار في المستقبل".

- لا تفاؤل بشأن الأسهم الأمريكية

لا يزال المتشائمون تجاه حركة الأسهم الأمريكية في 2018، على تشككهم بخصوص الأسهم في 2019.
على مدى الأشهر الماضية، توقع بيتر سيكيني كبير المحللين الاستراتيجيين للسوق العالمية لدى "كانتور فيتزجيرالد"، أن ينهي مؤشر ستاندارد آند بورز 500 عام 2018 عند 2805 نقطة، ورغم أن تلك التوقعات كانت الأقل بين العديد من المحللين الاستراتيجيين في وول ستريت، إلا أن المؤشر أغلق يوم الجمعة الماضي منخفضا بنحو 7% مقارنة بتوقع سيكيني!
ولايزال في العام 3 أسابيع أخرى لكنها قد لا تثبت سوى صحة تشاؤم سكيني تجاه الأسهم الأمريكية.
وبحسب محلل "كانتور فيتزجيرالد"سيؤدي تباطؤ النمو في الولايات المتحدة مدفوعًا جزئياً بتكاليف تمويل أعلى وبشروط مالية أكثر تشددًا وسوق قروض تجارية وصناعية رديئة، إلى خلق ضغوط ائتمانية في العام المقبل.
وقال سيكيني: "تحولت توجهاتنا نحو الأسهم من الشراء بعد انخفاض الأسعار إلى البيع بمجرد ارتفاع الأسعار"، مشيرا إلى أن ما يحدث في أسواق الائتمان ينعكس بوضوح على أسواق الأسهم.
وفي ذاته الاتجاه، توقع مايك ويلسون، المحلل لدى "مورجان ستانلي" أكبر مؤسسات السمسرة في وول ستريت، الشهر الماضي، أن ينهي مؤشر ستاندارد آند بورز 500 عام 2019 عند 2750 نقطة، وهو نفس الرقم الذي توقعه للمؤشر العام الماضي.
ومع تبدد أثر الدعم المالي الذي حصلت عليه الشركات من التخفيضات الضريبية في 2018، وتراجع النمو العالمي، يتوقع ويلسون حدوث تباطؤ "جوهري" في أرباح الشركات خلال 2019.
ويتناقض هذا مع ما يتوقعه معظم الاستراتيجيين الـ14 الذين استطلعت بلومبرج آراءهم، ويرون أن مؤشر ستاندارد آند بورز 500 سينهي عام 2019 عند نحو 3056 نقطة.

- انتعاش الأسواق الناشئة

كان جوردي فيسر المحلل لدى شركة "ويس ملتي استراتيجي" لإدارة الأصول، ضمن القلائل الذين توقعوا أن تصل أسهم الأسواق الناشئة إلى ذروتها في يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو الآن يعتقد أن الأسواق الناشئة ستكون نقطة مضيئة خلال عام 2019 في ظل تعثر الدولار.
ويتوقع فيسر أن يتفوق مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI ، على مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 15 إلى 20% خلال عام 2019. بدفع من جاذبية أسهم شركات الإنترنت الصينية، والديون السيادية والعملات في الأسواق الناشئة.
وقال فيسر: "الاتجاه الصاعد سيأتي مدفوعا بضعف الدولار في العام المقبل على خلفية تخفيف السياسة النقدية الأمريكية، وإجراءات التحفيز الصينية الأخيرة".

- خطر الحرب التجارية قائم

منذ عام مضى، حذر يانس نوردفيج مؤسس شركة Exante Data لتحليل البيانات، من أن النزاع التجاري المتصاعد بين أمريكا والصين لم ينعكس بالشكل المناسب على الأسعار في الأسواق.
آنذاك كان برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية هو مصدر القلق الأكبر ويلقى مزيدًا من الاهتمام.
حاليا، يتوقع نوردفيج أن تظل التوترات التجارية نقطة محورية في عام 2019 ، حتى رغم توصل أكبر اقتصادين في العالم إلى هدنة مؤقتة بشأن التعريفات الجمركية.
وأوضح: "ستحاول الصين التسويف وكسب الوقت لكن دون أن تستسلم أو تقدم تنازلات كبيرة.. بحلول الربع الثاني من العام القادم سيتعين على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت ستوافق على بعض التنازلات الشكلية من بكين أم انها جاهزة بالفعل لحرب تجارية دائمة".