لقد بذل أعداء الشّعوب المسلمة خلال الحقبة التاريخيّة الأخيرة مساعيَ ضخمة من أجل زعزعة هذين الإكسيرين الواهبين للحياة - أي الوحدة والروحانيّة – في أوساط شعوبنا.
الأعداء يجعلون الروحانيّة باهتة اللون وبلا رمق عبر التّرويج لنمط الحياة الغربيّة الفارغة من الرّوح المعنويّة والمنبثقة عن قصر النظر الماديّ، ويجعلون الوحدة تواجه التحدّيات عبر نشر دوافع التفرقة الوهميّة وتشدیدها.
لم تعد الليبراليّة و الشيوعيّة اليوم - بصفتهما أهمّ تحفتين قدّمتهما الحضارة الغربية - تملكان حضور ما قبل مئة عام. إن سمعة الديمقراطيّة الغربيّة القائمة على المال تواجه أسئلة حقيقيّة، والمفكّرون الغربيّون يقرّون بإصابتهم بالتّيه المعرفيّ والعمليّ.
إن الوعي الذاتي الإسلاميّ أنشأ ظاهرة مذهلة وإعجازيّة في قلب العالم الإسلاميّ، إذْ إنّ القوى الاستكباريّة تواجه مأزقاً كبيراً في التعامل معها. هذه الظاهرة اسمها المقاومة وحقيقتها هي ذاك التجلّي لقوّة الإيمان والجهاد والتوكّل
تُعدّ الساحة الفلسطينيّة من التجلّيات لظاهرة المقاومة التي استطاعت جرّ الكيان الصّهيوني الطاغي من حالة الهجوم والعربدة إلى حالة الدّفاع والارتباك، وتمكّنت من فرض المشكلات عليه. يُمكن مشاهدة نماذج لامعة للمقاومة في لبنان والعراق واليمن بوضوح.
الامبراطوريّة الإعلاميّة وإشعال الحروب والتهديد والتطميع والرّشوة... كلّها تُستخدم من قبل أمريكا كي تفصل العالم الإسلاميّ عن مسار صحوته وسعادته والكيان الصّهيوني المُجرم هو أيضاً من أدوات هذا المسعى.
إنّ الغرب المستكبر صار أضعف يوماً بعد يوم في منطقتنا، وفي كلّ العالم أخيراً. ويُمكن مشاهدة فشل أمريكا وحليفها المجرم أي الكيان الصهيوني ضمن مشهد الأحداث في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان.
يشهد العالم اليوم نموذجاً ناجحاً وتجلیاً شامخاً من القوّة والسيادة السياسيّة للإسلام في إيران الإسلاميّة. إنّ ثبات الجمهوريّة الإسلاميّة واستقلالها وتقدّمها وعزّتها حدثٌ بمنتهى العظمة ومفعمٌ بالمعاني وجذّاب يُمكنه أن يستقطب فكر ومشاعر أيّ مسلمٍ يقظٍ
العالم الإسلاميّ مليءٌ بالشّباب المفعمين بالدّوافع والنشاط. وأعظم ذخر من أجل بناء المستقبل هو الثقة بالنّفس والأمل اللذان يلوحان اليوم في العالم الإسلاميّ خاصة في بلدان هذه المنطقة... نتحمّل جميعاً مسؤوليّة الحفاظ على هذا الذخر ومضاعفته.
لا ينبغي الغفلة للحظة واحدة عن كيد العدوّ. فلنجتنب الغفلة والغرور، ونضاعف سعينا ويقظتنا... ولنطلب العون من الله القادر والحكيم في الأحوال كلّها بالتضرّع والإنابة.
إنّ المشاركة في مراسم الحجّ ومناسكه فرصة عظيمة للتوكّل والتضرّع، وکذلك التفكّر والعزم.
فلتتوجهوا إلی الله بالدعاء لإخوتكم وأخواتكم المسلمين في أنحاء العالم، ولتطلبوا لهم النّصر والتوفيق من الله. ولتضمّنوا أدعيتكم الزّاكية طلب الهداية والعون الإلهيّ لأخیكم.