الأربعاء، 17 فبراير 2016

شاهد لكي لا تنسى ●[يوم الخميس الدامي]●

10 دقائق - شاهد لكي لا تنسى

●[يوم الخميس الدامي]●

لم تعش البحرين من قبل يوماً كيوم الخميس الدامي (17 فبراير/ شباط 2011). لم يكن أسعد أيامها كما وعد البحرينيون من قبل به، فقد تحول يوم الخميس ليوم دامٍ سالت فيه دماء البحرينيين على أرصفة دوار اللؤلؤة ونواحيها، بعد اقتحام كبير نفذته قوات النظام الخليفي فجر يوم الخميس على المحتجين في التجمع السلمي في الدوار والذي وصفه الكثيرون بـ «المفاجئ».

وأسفر اقتحام قوات الأمن عن سقوط شهيدين تعرضا بشكل مباشر للقذائف الانشطارية «الشوزن» في الساعة الثالثة فجراً، وعندما كان المحتجون نائمين، وهما محمود أحمد مكي (23 عاماً)، وعلي منصور خضير (53 عاماً)، وكلاهما من جزيرة سترة، وعشرات الجرحى من رجال ونساء وشباب وأطفال، إذ اختلفت درجات إصابتهم بين المتوسطة والخطيرة.

فيما سقط الشهيد الثالث عيسى عبدالحسن من سكنة كرزكان ويبلغ من العمر 60 عاماً إثر تعرضه المباشر لطلقة رصاص انشطارية بالقرب من مجمع السلمانية الطبي وجهت له بشكل مباشر وعن قرب أدت إلى إحداث انفجار في جمجمة الرأس وتناثر مخه، في منظر لم يشهده الشارع البحريني من قبل. كما أعلن مساء أمس عن رحيل الضحية الرابعة وهو الشاب علي أحمد عبدالله المؤمن (22عاماً) من سترة الخارجية.

وبحسب شهود عيان فإن التحركات التي قامت بها قوات النظام الخليفي جاءت مفاجئة للمحتجين، إذ تفاجأ المحتجون بقوات أمنية مدنية تقتحم المخيمات، ومن ثم وابل من طلقات الغاز المسيل للدموع من قبل حشود كبيرة من المرتزقة اتخذت من الجسر المحاذي للدوار موقع ارتكاز لها، فيما اتخذ فريق آخر من الشارع المؤدي إلى الدوار من اتجاه منطقة النعيم مساراً لهم لإحكام السيطرة على المحتجين، واستخدمت خلال هجومها الرصاص المطاطي والقذائف الانشطارية. وقال شهود العيان إن عملية الهجوم لم يسبقها أي إنذار، إذ إن معظم المحتجين من شباب ونساء وأطفال كانوا نائمين، وتفاجأوا بعملية الاقتحام الذي أوقع ضحايا بين قتلى ومصابين.أحد المصابين روى قصته وأكد انه تفاجأ بعملية الاقتحام بينما كان نائماً وتم الاعتداء عليه بالضرب وسحبه بحبال ومن ثم أخذ كل ما لديه من مقتنيات (محفظة، كاميرا، وهاتف نقال)، مشيراً إلى أن المحتجين كانوا يرددون أثناء الهجوم الذي تعرضوا لها «سلمية... سلمية» للتأكيد على أن احتجاجهم سلمي لا يستدعي استخدام القوة ضدهم.

فيما روى آخر وهو يبكي في حالة هستيرية عندما وصل إلى قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي على نساء خرجن من خيامهن فزعات، وأطفال مرتعبين «ركضت في كل اتجاه لتفادي وابل الطلقات والقذائف التي كانت تلقيها عليهم قوات المرتزقة. وفر الكثير من المحتجين إلى القرى المحاذية للدوار فيما تمت عملية ملاحقتهم داخل تلك المناطق، وروى شهود عيان قيام قوات النظام بتفتيش كل السيارات الموجودة بالقرب من الدوار، فيما تم تكسير بعضها بحثاً عن محتجين. وبعد أن أحكمت قوات النظام سيطرتها على الدوار وتفريق المحتجين، أعلن تلفزيون البحرين خلال الشريط الإخباري بأن المتحدث باسم وزارة الداخلية أعلن بأن قوات الأمن العامة قامت خلال فترة الصباح بإخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين، وذلك بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم، إذ استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم.

للمشاهدة:-
https://youtu.be/9f-ToNsv5BM