بعد انتهاء حرب تموز عام ٢٠٠٦ بثلاثة أيام، زرت مع مجموعة من المسلمين السنّة في أفريقيا الجنوبية الضاحية الجنوبية من أجل إيصال مساعدات مالية لحزب الله.
كان حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ علي دعموش -المسؤول عن العلاقات الدولية في حزب الله- والأخ رائد -مسؤول الشؤون الإفريقية- أوّل من التقينا وتعرّفنا عليهما.
سماحة الشيخ دعموش هو عالم ديني هادئ للغاية وفي منتهى الوقار وهو معروف بوزير خارجية حزب الله كما أنّه إمام جماعة لإحدى المساجد المعروفة في الضاحية الجنوبية، أضف إلى ذلك أنّه يفهم الفارسية بشكل جيد ويجيد التحدّث بها إلى حدّ ما.
كنا هيئة الإغاثة الأولى التي وصلت إلى لبنان ولا يزال أصدقاؤنا في حزب الله يتذكرون هذا الأمر.
بعد أن قدّمنا المساعدات كان طلبي الوحيد من الشيخ دعموش هو رؤية جمال وجه سماحة السيد.
وقد أقنعني حينها بأنّ ظروف سماحته الأمنية لا تسمح حالياً بأمر كهذا لكنه وعدني بأن يحدث ذلك في المستقبل.
بعد تلك الزيارة سافرت إلى بيروت عدّة مرات وكنت أطرح هذا الأمر في كلّ مرة لكنّ انشغالات السيد العديدة وضيق الوقت وعدم الإطلاع المُسبق الذي كنت مقصّراً فيه منعني من التوفيق للقاء السيد بشكل خاص.
لكنّ سماحة الشيخ دعموش بقي عند ”وعده الصادق“ بأنّ اللقاء سيتمّ إن شاء الله في الوقت المناسب.
طلبت منه يوماً أن يطلب من السيد إرسال رسالة خاصة بالمؤتمر الدولي ”صوت واحد مع الأقصى“ الذي كنت أرأسه، وعدني بأن يطرح الأمر مع السيد. بعد عدّة أيام أخبرني بأن سماحته وافق على إرسال رسالة للمؤتمر ومن المقرر أن يأتي الشيخ دعموش بنفسه كممثل لسماحته ويقرأ رسالته في المؤتمر.
كدت أطير من الفرح. لقد كانت المرة الأولى التي يتمّ فيها افتتاح مؤتمر برسالة من السيد حسن نصرالله.
حان اليوم الموعود، وتمّت قراءة رسالة السيد المؤلفة من ٤ صفحات في قاعة شمس بحضور آية الله صادق لاريجاني وكان لها انعكاسات كبيرة في وسائل الإعلام.
بعد المؤتمر أكّد سماحة الشيخ دعموش مرّة أخرى أنه لم ينسَ وعده لي وسوف ألتقي السيد إن شاء الله في الفرصة المناسبة.
لقد كان الأمر جديّاً أكثر من السابق وقال لي فلتنتظر اتصالاً قبل حلول شهر رمضان.
قبل حلول شهر رمضان بأيام قليلة اتصلوا بي وقالوا لي بأنّ برنامج سماحة السيد مضغوط جدّاً للأسف لكنّ اللقاء سيتم بعد شهر رمضان إن شاء الله.
قضيت شهر رمضان في أفريقيا الجنوبية، وبعد شهر رمضان تشرفت بزيارة مدينة قم. عندما كنت عائداً من قم يوم الجمعة وصلتني رسالة من سماحة الشيخ على تطبيق واتساب. كان قد كتب هذه الجملة: ”هناك طائرة قادمة يوم الإثنين من طهران إلى بيروت، تعال على متنها.“
يتبع …