الخميس، 28 أبريل 2022

لقاء السيد حسن نصر الله مع صاحب كتاب زوال اسرائيل 1444 هجري 2022 ميلادي (الجزء الثالث)

لم يكن قد رفع الأذان بعد. كنت منشغلاً بالحديث مع أحد الإخوة، وفتح الباب فجأة …

كان سماحة السيد شخصياً! انفجرت بالبكاء وكنت أودّ لو أنّني أبكي لألف عام…

وضعت رأسي على كتف سماحته وبكيت بشدّة. إلهي! لا أصدّق أنّني أعانق رجلاً ألحق الهزيمة بإسرائيل. بقيت أعانقه بضع لحظات وأخذت يده لأقبلها لكنّه سحب يده. توسّلته أن يسمح لي بتقبيل يديه ولعلّ دموعي أسعفتني وفعلت فعلتها وتمكّنت من تقبيل اليد التي صفعت وجه الكيان الغاصب. جلس بهدوء على الكنبة المواجهة لي ورحّب بي بمحبّة وكنت لا زلت أبكي وقلت حينها بعض الكلمات غير المفهومة.
تملّكت نفسي وقلت لها بأن إذا لم تسيطري على الوضع فسوف تخسرين هذه الفرصة الذهبية. دعي دموع الشوق لوقت آخر.. قلت لسماحته أعتذر لعدم تمكّني من السيطرة على دموع الشوق. أخبرته بأنّني جرّبت هذا الشعور مرّة عندما ذهبت لاستلام قميص الإمام الخميني والتعمم على يد سماحته. شكرني سماحته على أنني قمت سابقاً بإهدائه هذا القميص لكي يؤدي الصلاة به.
كان يتحدث الفارسية بسلاسة لكن بلهجة عربية.
ثم أخرجت ورقة من جيبي وبدأت بطرح بعض النقاط التي كنت قد دونتها على سماحته.
شكرت سماحته بداية على تفضله بقبول زيارتي له.
ثانياً شكرته على الرسالة التي وجهها للمؤتمر الدولي ”صوت واحد مع الأقصى“.
كما أنّني بلّغت سماحته سلاماً خاصّاً من كريمة الإمام الخميني السيدة الدكتورة زهراء مصطفوي.
ثمّ تطرّقت إلى الأنشطة التي قمنا بها في أفريقيا الجنوبية وشرحت لسماحته أهمية هذا البلد، وقلت له أنّ أفريقيا الجنوبية هي البلد الثاني عالمياً من حيث عدد السكان اليهود، وأخبرته بمدى دعم الحزب الحاكم والحكومة وشعب هذا البلد للمقاومة. كما قدّمت لسماحته تقريراً حول إقامة مسيرات يوم القدس هناك.
ثمّ وصلنا إلى الحديث حول المقترحات …
المقترح الأول: التطرق إلى نظام الفصل العنصري في إسرائيل.
أول مقترح قدمته كان أن يقام أسبوع لنظام الفصل العنصري في العالم العربي، وأشرت إلى وجود فصل عنصري لدى الكيان الصهيوني وشعرت بأنّ سماحته أدرك أهمية هذا الموضوع. ثم أشرت إلى أنّ أحد الوزراء الإسرائيليين قال بأنّنا قد لا نُهزم على يد حزب الله وإيران إلا أنّ الفصل العنصري قد يُزيل إسرائيل.
كما فصّلت في هذا الموضوع فأخذ سماحته ورقة A4 كانت إلى جانبه وملأ نصف الصفحة تقريباً ببعض النقاط حول قضية الفصل العنصري. كنت أهمّ بطرح الموضوع التالي فرفع الأذان وقال سماحة السيد إن كنتم موافقون فلنصلّي ونواصل بعد الصلاة.

أيّ صلاة هي هذه!
خلع سماحته عمامته ووضعها فوق عبائته ثمّ طلب مني بمنتهى التواضع بأن أتقدم عليه. وجاء بعدة أدلة. قال لي أنت سيد وشاعر والتقيت بالإمام الخميني وسحرني بتلك الابتسامة …
قلت له لا يمكنني ذلك وأخيراً وقف سماحته أمامي. كنت لوحدي خلفه وانضم أثناء الصلاة إلينا أحد المرافقين. قرأ الأذان والإقامة بهدوء وكبّر ٤ تكبيرات. كان سماحته يذرف الدموع بشكل متقطع أثناء الصلاة وكنت أنا أحاول منع نفسي من البكاء. انتهت صلاة المغرب وبعد تسبيحات السيدة الزهراء (س) وقف سماحته أدى ركعات نافلة المغرب الأربع.

ثمّ أقمنا صلاة العشاء مع ركعتي نافلة.
بعد الصلاة صافحني سماحة السيد، وكان سماحته يرتدي عبائته وعمامته فانتهزت الفرصة ورتبت حذائيه.
ثمّ جلسنا لنكمل الحديث …