الخميس، 28 أبريل 2022

لقاء السيد حسن نصر الله مع صاحب كتاب زوال اسرائيل 1444 هجري 2022 ميلادي (الجزء الثاني)

تشوّقت كثيراً واتصلت بسماحة الشيخ. قال لي: لقد تمّت الموافقة على إجراء اللقاء لكنّ اللقاء سيتم إما يوم الثلاثاء أو يوم الأربعاء. لكن فلتكن يوم الاثنين في بيروت ولتبقَ عدّة أيام للمشاركة وإلقاء كلمة في عدة مؤتمرات بمناسبة اقتراب حلول الذكرى السنوية العاشرة لحرب تموز.
كانت هناك عدّة مؤتمرات في طهران أيضاً، مؤتمر لإحياء ذكرى نلسون ماندلا، ومؤتمر النموذج الإسلامي الإيراني للتقدم، وجلسة علماء طهران الشهرية وشورى مستشاري المعاونية الاجتماعية الثقافية للبلدية لكنّ أيّاً من هذه لم تكن بأهمية اللقاء المهم والمصيري بسماحة السيد.
ولو أنّني كنت أرغب بشدّة بالمشاركة في مؤتمر ماندلا إلا أنّ الأمر حُلّ بإرسالي كلمة مصورة وحجزت تذكرة ذهاب إلى لبنان يوم الاثنين وعودة يوم الأربعاء.
استقبلني شخصان على باب الطائرة بحرارة.
وكانت الإقامة كما جرت العادة في فندق الساحة التابع للمرحوم آية الله العلامة السيد فضل الله، وهناك انتعشت ذاكرة الأيام التي قضيتها في لبنان.
حللنا ضيوفاً على مائدة الغداء عند سماحة الشيخ دعموش وذهبنا برفقة ميثم، دليلنا السياحي الذي عاش ١٢ عاماً في أمريكا وكان يجيد التحدث بالانكليزية لتناول طعام العشاء في مطعم على ساحل البحر الأبيض المتوسط. كان ميثم يذكر البعثة الأفريقية التي رافقها منذ عشرة أعوام وحتّى أنه كان يسمّي بعض أعضائها في بعض الأحيان.
كما انضمّ إلينا رائد، المسؤول عن الشؤون الأفريقية في العلاقات الدولية لحزب الله وقد انتخب مؤخراً رئيساً لبلدية إحدى المناطق في شرق لبنان. تناولنا السمك والتبولة والحمص والكباب اللبناني ونارجيلة النعناع.
 كما أنّني سلمتهم الهدايا التي كنا قد أخذناها معنا لسماحة السيد كي يتمّ فحصها من الناحية الأمنيّة.
صباح يوم الثلاثاء أخبرني الشيخ دعموش بأننا بانتظار تحديد سماحة السيد موعداً للقاء. فلتكن على السمع بعد ظهر اليوم. عدت ظهراً إلى الفندق لأستريح، بعد مدّة رنّ الهاتف فجأة. كان ميثم وأخبرني بفرحة عارمة أنّه قد حان موعد لقائك بسماحة السيد، كن جاهزاً.
قبل ساعة من غروب الشمس انطلقت مع ميثم باتجاه مكتب الشيخ دعموش.
كان الشيخ جالساً ينتظرني واعتذر مني عن القدوم لكونه إمام جماعة المسجد ولا يستطيع مرافقتي لكنّه قدم لي عدة توصيات. قال بأنّنا عرّفنا عنك بشكل دقيق لكنّ من الجيّد أن تشير إلى مساعدات مسلمي جنوب أفريقيا عام ٢٠٠٦ وإلى المؤتمر أيضاً.
كما أنّه قال بأنّ سماحته لديه لقاء مهم بعد لقائه بكم والوقت المحدّد هو ٤٥ دقيقة.
انطلقنا من مكتب سماحة الشيخ بسيارة خاصة مموّهة بالكامل. كما طلب مني السائق ومرافقه بمنتهى الأدب ومع الاعتذار بأن أسلم هاتفي النقال وكلّ ما أملك. كان من العجيب جدّاً بالنسبة إلي أنهم اكتفوا بهذا الأمر ولم يفتشوني. بعد لحظات انطلقت السياة ودخلنا بعد دقائق إلى سرداب عميق. ترجّل السائق وكنت أفكر بأنّنا قد وصلنا إلى الوجهة المحددة إلا أنّ السائق طلب مني باحترام بأن أبقى داخل السيارة.
بعد عدة دقائق فتح باب السياة وتم نقلي إلى سيارة أخرى وهذه المرة كانت المقاعد الأمامية مفصولة عن المقاعد الخلفية بستار بحيث أنني لم أكن أستطيع أن أرى ما هو أمامي. لكن السيارة كانت مضاءة. تبادلت كلمتين مع السائق، سلّمت عليه واعتذر مني بسبب هذه الإجراءات الأمنية الصعبة. انطلقت السيارة وتوقفت بعد دقائق في مكان آخر ونقلوني مرة أخرى إلى سيارة أخرى. هذه المرّة كانت السيارة معتمة بالكامل ولم تكن مصابيحها الأمامية مضاءة.
مع كلّ تبديل للسيارة كان السائقون يخفون وجوههم. بعد حوالي ال٥ دقائق توقفت السيارة أخيراً.
ثم بعد ثوانٍ فتح الباب وتمّ إرشادي إلى إحدى الكوريدورات التي تنتهي بمصعد كهربائي.
كان ينتظرني شخص هناك.
عاملني بمنتهى الاحترام واعتذر مني وأخذني إلى الطابق الثامن. فتح باب المصعد وخرج وأغلق باب المصعد علي على الفور وبعد أن أجرى مع رفاقه بعض الاجراءات الأمنية فتح باب المصعد وأرشدني إلى غرفة مستطيلية. كانت صور هذه الغرفة مألوفة بالنسبة إلي.
كان هناك على الطاولة التي تقع أمام مكان جلوسي وجلوس سماحة السيد بضعة حبات من التمر ومكعبات السكر ومقداراً من المخلوطة وعبوتي مياه.
كنت عطشاً وشربت قليلاً من ذلك الماء لاستحيائي من القيام بذلك أمام سماحة السيد.
لم يكن قد رفع الأذان بعد.
كنت منشغلاً بالحديث مع أحد الإخوة، وفتح الباب فجأة …