الخميس، 28 أبريل 2022

لقاء السيد حسن نصر الله مع صاحب كتاب زوال اسرائيل 1444 هجري 2022 ميلادي (الجزء السادس)

والسبب الثالث يتعلّق بحرب تموز عام ٢٠٠٦، قال سماحته: في الأيام الأولى لهجوم إسرائيل على لبنان وصلتني رسالة من المرحوم سماحة آية الله العظمى بهجت وكانت رسالة مختصرة جدّاً: لا تقلقوا، ستنتصرون. ولم يوضح سماحته أكثر من ذلك. لكن بعد عدة أيام جاء اللواء قاسم سليماني وسلّمني رسالة فيها شرح مفصّل من الإمام الخامنئي، تعرفون اللواء قاسم سليماني! هو صديق مقرّب جدّاً من الدكتور قاليباف (رئيس بلدية طهران سابقاً). لم يكتفِ سماحة القائد في رسالته بإبلاغنا بشارة النصر بل قال سماحته أيضاً أننا سنتحول إلى قوة إقليمية وعسكرية.
لقد كانت ظروفنا صعبة لدرجة أنني بعد أن قرأت رسالة الإمام الخامنئي قلت للواء قاسم سليماني: لا نرغب بأن نصبح قوّة إقليمية، يكفينا أن نخرج من هذه المعركة سالمين.
لكن لم يطُل الأمر ورأينا كيف أنّ المقاومة انتصرت واحتفل حزب الله بانتصاره ونحن اليوم موجودون في المنطقة كقوّة لا يُمكن القضاء عليها.
والسبب الرابع هو فيما يخصّ زوال إسرائيل. قلت كلّ ما سبق لكي أحدّثك حول كتابك وتوقّعات سماحة القائد. قال سماحة السيد: بعد حرب تموز بدأنا التخطيط لمشروع إزالة إسرائيل. وجهّزنا حوالي العشرين مخطط. وكان أساس عملنا هو أنّ إخراج إسرائيل من الجنوب في لبنان استمرّ ١٨ عاماً. لذلك فإنّ دحر إسرائيل من فلسطين المحتلّة سوف يستغرق فترة زمنيّة أطول بكثير. كنا نجهّز مخططاتنا لإزالة إسرائيل في غضون الأعوام الثلاثين القادمة وذهبت إلى إيران حاملاً هذه المخططاتز
أجريت مرة أخرى نفس اللقاءات الاعتيادية وكان الجميع متفقين على أنّ مشروع إزالة إسرائيل يحتاج زمناً أطول.
إلى أن تشرفنا بلقاء سماحة السيد القائد وتحدثت إلى سماحته خلال هذا اللقاء حول هذه المشاريع العشرين والقرارات التي تم اتخاذها.
بعد استماعه لكلامي قال الإمام الخامنئي: حسناً، هذه المخططات ممتازة. ومهمّ جدّاً أن يكون لدينا الاستعداد والجاهزيّة لأيّ عمل. لكنّ ١٨ عام كثيرة أيضاً بالنسبة لزوال إسرائيل، وقال سماحته بحزم: سوف تزول إسرائيل أسرع من هذا.


قلت كلّ هذا لتعلموا أنّ توقعات الإمام الخامنئي التي صدقت كلها في السابق تحكي زوال إسرائيل قبل التاريخ الذي حسبتموه.
قلت لسماحته، بالمناسبة خلال لقائي بالإمام الخامنئي سألني عندما قدّمت كتابي لسماحته: حسناً، في أيّ سنة ستسقط إسرائيل؟ قلت وفق الحسابات ستسقط عام ١٤٤٤ هجري قمري أي ٢٠٢٢ ميلادي، فقال سماحته: هذا الوقت متأخر، نحن نأمل بأن تسقط أسرع من هذا الوقت.
ثمّ قلت للسيد نصر الله: حسب نصّ القرآن يخشى اليهود الموت والزوال بشدّة.
إلى أن يستغلّ القرآن هذه الخاصية الموجودة لديهم ويدعوهم للموت من أجل إثبات حقانيتهم.
فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين.

لذلك فلو وقع هذا الكتاب بشكل موسّع بيد اليهود حول العالم قد يستطيع أن يؤسس لموجة هجرة سلبية من فلسطين المحتلّة.

ردّ سماحته: لا ريب في أنّ إسرائيل إلى زوال. إسرائيل هي بيت العنكبوت نفسه الذي أطلقت بنفسي عليها هذا الإسم. يكفي أن تنشغل أمريكا بنفسها مدة من الزمن ولا تدعم إسرائيل. لا تستطيع إسرائيل مواصلة حياتها بعيداً عن دعم أمريكا.
طلبت من سماحة السيد أن يكتب ملاحظاته حول هذا الكتاب.
فأجابني بأنه سوف يطالع الكتاب بدقّة وسيكتب حوله بعض الملاحظات إن شاء الله. هذا الكتاب يملك القدرة على إلقاء الرعب والذعر النفسي في قلب إسرائيل ومن المهم أن يترجم إلى اللغة العربية والعبريّة ويُرسل به إلى كافة المواقع الالكترونية الإسرائيلية.

هنا فُتح الباب وجاء أحد الإخوة في حزب الله بالهدايا التي كنت قد جلبتها ووضعها على طاولة سماحة السيد.

قرآن ثمين جدّاً مخطّط بالخط النيريزي كنت قد كتبت على الصفحة الأولى منه بعض الجمل وأرفقته بإهداء لسماحة السيد. ما لفتني هو أنّهم كانوا قد قاموا بتمرير اصبع رطب على إحدى الجمل ليتفقدوه من الناحية الأمنية.
كما كنت قد جلبت لسماحته علباً من الحلوى الإيرانية وتقريراً حول مؤتمر ”صوت واحد مع القدس“ الدولي الذي افتتح برسالة سماحته.
ثمّ حان موعد قراءة أبيات من الشعر. قبل أن يحين موعد قراءة هذه الأبيات شكرني سماحته على تقديمي قميص الإمام الخميني ليقيم الصلاة فيه. وسردت لسماحته قصة تشرّفي بلقاء الإمام وتعميمي على يد سماحته و…ثمّ قرأت لسماحته أبيات الشعر التي كنت قد ألفتها قبل عشرة أعوام بعد الانتصار الكبير الذي حققه حزب الله في حربه مع إسرائيل ونلت جائزة عليها في مسابقة ”السلام على نصر الله” الدولية.