توقع السيد القائد بزوال إسرائيل يسبق ذلك، وتابع أنه وبعيداً عن علاقته التنظيمية والرسمية بالسيد القائد فإنه يكنّ ثقة وإيماناً خاصاً بسماحة القائد. وفي مطلع حديثه بيّن سبب ذلك فقال: سبب إيماني هذه بسماحة القائد أمور جربتها بنفسي مع سماحته وبعضها لم أطلع أحداً عليها:
1. السبب الأول كان حول موضوع إتفاقية السلام بين حافظ الأسد وإسحاق رابين المنعقدة آنذاك. كان الإتفاق في المراحل الأخيرة من توقيعه وإذا ما وقّع سيكون بمثابة كامب ديفيد ثانٍ.
وبحسب هذا الإتفاق ستتحرر مرتفعات الجولان وسينقطع الطريق الواصل بين لبنان وفلسطين.
وفي الحقيقة لو وقع ذلك الإتفاق كان طريق ارتباطنا بإيران سينقطع وسيخسر الحزب تواصله مع إيران بطبيعة الحال.
وتابع السيد: نحن أعتقدنا أن الإتفاق سيتم وأنه نهائي وبات مسلماً، ولأجل بحث العلاقة المستقبلية وطرق التواصل بين حزب الله وإيران سافرت إلى إيران.
في كل مرة كنت أذهب فيها إلى إيران كنت أترك زيارة سماحة القائد حتى النهاية، لكي أطلعه على فحوى سفري، وليكون اللقاء معه كحسن ختام لسفرتي.
وهذه المرة كان هدفي من زيارة إيران هون بحث موضوع إتفاقية السلام بين سوريا وإسرائيل هذه وحول القرار الذي يجب اتخاذه حول مستقبل حزب الله في حال وُقع هذا الإتفاق، في البداية اجتمعت بكل الجهات المختصة، الحرس الثوري ووزارة المخابرات، الرئيس خاتمي الذي كان رئيسا للجمهورية يومذاك وحتى مع السيد هاشمي رفسنجاني، وكان رأي الجميع بانه في حال وُقع الإتفاق يجب أن يتحول حزب الله إلى حزب سياسي ويجب أن ينهي جميع أنشطته العسكرية.
ولكن عندما تشرفت بلقاء السيد القائد عرضت عليه تقريراً شاملاً يلخص النتيجة التي وصل إليها كل من التقيت بهم والتي تقول بضرورة تحويل الحزب إلى حزب سياسي وإنهاء كل نشاطاته العسكرية.
بعد إنهائي للتقرير، أشار السيد القائد بيده مباشرة وبدون أي مقدمات قائلاً:
ليس من المقرر أن توقع إتفاقية السلام هذه، ولن تصل إلى أي نتيجة، ولا تقلقوا بشأن هذه الإتفاقية، أنتم لديكم حرب كبرى قادمة وعليكم مضاعفة قواتكم بثلاثة أضعاف، ووجهني بضرورة زيادة عديد حزب الله بثلاثة ألاف عنصر جديد. وقام بإعطاء توجيهاته للجهات المختصة في جلستنا بتأمين كل المستلزمات وزيادة الدعم بثلاثة أضعاف ما كان عليه.
عدنا نحن إلى لبنان وبعد عدة أسابيع وبطريقة لم تكن لتصدق قام يهودي متطرف بإغتيال اسحاق رابين وانتهت بمقتله إتفاقية السلام بين سوريا وإسرائيل، وبعد ذلك بسنوات شنّت إسرائيل حرباً على لبنان ولو لم يتخذ القائد قرار زيادة عديدنا بالتأكيد لم نكن سنستطيع مواجة إسرائيل.
2. السبب الثاني، كان حول موضوع مستقبل سوريا ومحور المقاومة في مرحلة ما بعد حافظ الأسد، قال سماحة السيد: كان مدافعاً عن محور المقاومة ولكن بسبب تقدمه بالسن ومرضه كان يمضي أيامه الأخيرة وكنا قلقين حول مرحلة ما بعد حافظ الأسد.
ولأجل بحث هذا الموضوع سافرت إلى إيران وعقدت هذه المرة أيضاً إجتماعاتي الروتينية مع بعض الشخصيات والجهات المختصة.
والجميع كان قلقاً حول مرحلة ما بعد الأسد وقلقنا كان جدّي لأنه كان هناك احتمال حدوث هرج ومرج وهناك احتمالات أخرى أيضاً، وفي كل اجتماع عقدته كنت أُسأل حول الأوضاع في سوريا والمحور بعد حافظ الأسد.
حتى التقيت بالسيد القائد.
وخلافاً للمتوقع لم يسألني سماحة القائد حول هذا الموضوع، فتعجبت كثيراً، ولم أستطع أن أخفي تعجبي هذا، فقلت له أن جميع من التقيته كان أول سؤال لديه حول موضوع سوريا ومحور المقاومة بعد حافظ الأسد، ولكن حضرتكم لم تذكروا شيئاً حول هذا الموضوع.
فتفضل: لأنني لست قلقاً على مستقبلكم بعد حافظ الأسد، وأنتم أيضاً لا تقلقوا الشخص الذي سيأتي خلفاً له سيكون مدافعاً عنكم أكثر من والده.
وحقيقةً هذا ما حصل، واليوم الرئيس بشار الأسد يدعمنا أكثر من والده.
وبعدها أعطى بعض الأمثلة عن دعم الرئيس بشار الأسد المستميت عن المقاومة.
والعبد لله قلت لسماحته مؤكداً أنني سمعت أن الرئيس بشار الأسد يضع صورتكم على مكتبه.
3. أما السبب الثالث فكان حول حرب الـ33 يوماً .